الرسالة الثانية
خلاف الزوجين
مقدمة
الحمد لله الذي خلق فسوَّى وقَدَّر فهدى ، أحمده سبحانه وهو أهل الحمد في الآخرة والأولى ، وأشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله النبيُّ المصطفى والعبد المجتبى ، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ، ومن دعا بدعوته ومن سار على نهجه واقتفى .
أما بعد :
فاعلم - وفقك اللّه - أن مِن أعظم نعم اللّه وآياته أن البيت هو المأوى والسَّكَن ؛ في ظله تلتقي النفوس على المودة والرحمة ، والحصانة والطهر ، وكريم العيش والستر . . في كَنَفه تنشأ الطفولة ، ويترعرع الأحداث وتمتد وشائج القربى ، وتتقوَّى أواصر التكافل .
ترتبط النفوس بالنفوس . . وتتعانق القلوب بالقلوب : هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ
في هذه الروابط المتماسكة ، والبيوتات العامرة ، تنمو الخصال الكريمة ، وينشأ الرجال الذين يُؤتمنون على أعظم الأمانات ، ويُرَبَّى النساء اللاتي يقمن على أعرق الأصول .