نفط دارفور نقمة الآن ونعمة مستقبلاقالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية اليوم السبت في تقرير لها من السودان إن التنقيب عن البترول قد يجلب الاستثمارات الضرورية لهذا البلد، غير أن البعض يقول إنه قد يفاقم الاقتتال.ومضت تقول إن الحكومة السودانية تعجل في عمليات التنقيب بسرية كبيرة داخل إقليم دارفور، الأمر الذي دفع بقادة المنطقة الهشة -التي قتل فيها ما لا يقل عن 200 ألف شخص خلال ثلاث سنوات من الاقتتال- إلى الاحتجاج.
ونقلت الصحيفة عن خبراء إنسانيين وسياسيين قولهم إن نفط دارفور قد يحقق التقدم المطلوب والاستثمار للمنطقة، بيد أن البحث عنه في هذا الوقت من شأنه أن يؤجج الصراع عبر إثارة مزيد من الاختبارات في منطقة مزقتها الحرب أصلا.
وأشارت إلى أن الحكومة السودانية منحت ثلاثة امتيازات تنقيب عن النفط في الآونة الأخيرة لشركات مختلفة، لافتة إلى أن زعماء المتمردين يرون ضرورة إرجاء البحث عن النفط في دارفور في الوقت الراهن حتى يتم التوصل إلى اتفاقية سلام موقعة من قبل جميع الأطراف ويستتب الأمن والاستقرار.
ونسبت الصحيفة إلى زعيم المتمردين جار نيبي الذي يمثل تيار جيش التحرير السوداني قوله "ما زلنا نقاتل للدفاع عن حياتنا وبلدنا، ونحن في حاجة إلى الماء الآن لا النفط"، مضيفا "أنه يمكن الحديث عن هذه القضايا بعد قدوم السلام".
ويعتقد مستشار في صناعة النفط يعمل في إحدى الشركات النفطية السودانية الكبيرة والذي اشترط عدم الكشف عن اسمه، أن جهود الحكومة الرامية للتنقيب عن النفط من شأنها أن تؤجج الصراع.
وقال إن "السبب الرئيسي الذي يقف وراء أزمة دارفور هو النفط، ولا يوجد سبب آخر لانفجار مثل هذه المنطقة بهذا الشكل".