تعريف التشدد
أ التشدد:.قل ابن منظور: التشديد خلاف التخفيف، وشاده مشادة غالبه، وفي الحديث: "من يشاد هذا الدين يغلبه الدين"، أي من يقويه ويقاومه، ويكلف نفسه من العبادة فوق طاقته، والمشادة المغالبة، وهو مثل الحديث الآخر: "إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق"، والمتشدد البخيل، كالشديد، قال طرفة: وفي الحديث: "إياكم والغلو في الدين"، أي التشدد فيه ومجاوزة الحد
• النهي عن التشدد في الدين
لقد نهى الله ورسوله وحذرا الأمة من الغلو في الدين، في الاعتقادات، والأعمال، وجميع التصرفات... "يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى بن مريم سول الله وكلمته".22وقال: "قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق".23 وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين"24.وقال: "يا أيها الذين آمنوا لا تحرِّموا طيبات ما أحلَّ الله لكم ولا تعتدوا".25 وروى أحمد عن أنس يرفعه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق"26، وصحَّ عنه أنه قال: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، وقولوا عبد الله ورسوله".27
أسباب إطلاق لقب متشدد على البعض في هذا العصر
يمكننا أن نشير إلى أهم الأسباب التي دعت البعض إلى تصنيف بعض العلماء وطلاب العلم وغيرهم إلى متشددين، أو متحجرين، أو متزمتين، إلى آخر هذه القائمة من الألفاظ والألقاب غير المنضبطة من جهة، بينما يوصف غيرهم بالمستنيرين، ولقائل أن يقول أوالمتساهلين، المسايرين لما تهواه العامة، والأسباب التي توصل إليها بالاستقراء ونتج عنها هذا التصنيف الجائر والحكم الخاسر من غير ذكر أدلتها لأن المقام لا يتسع لذلك أولاً: حرصهم على تصحيح العقيدة من الممارسات الشركية، والاهتمام بنشرها وتعليمها للناس.ثانيا: محاربتهم للبدع والمحدثات في العبادات.ثالثاً: إفتاؤهم بتحريم الغناء، والموسيقى، والسماع الصوفي المصحوب بالتلحين والآلات الموسيقية.رابعا: حرصهم وإفتاؤهم بوجوب الحجاب على النساء، ونهيهم وتحذيرهم عن التبرج والسفور والاختلاط بالأجانب.خامساً: تحذيرهم من زلات، وهفوات، وسقطات أهل العلم.سادساً: الالتزام بظواهر النصوص وعدم تفريغها من معانيها والتوسع في التأويل من غير دليل.سابعا: إفتاؤهم بتحريم الإسبال على الرجال سواء كان مصحوباً بخيلاء وتكبر أم لا.ثامنا: نهيهم وتحذيرهم عن تصوير ما فيه روح والاشتغال والتكسب بذلك لأنه من الكبائر.
• التوسط والاعتدال
المعتدل المتوسط هو الذي يكون ملتزماً بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أجمع عليه السلف الصالح لا يحيد عن ذلك أبداً، بين التشديد والتخفيف، إذ الحسنة بين سيئتين، فلا إفراط ولا تفريط، وهذا ما عليه أهل السنة قاطبة، متجنباً ما يأتي:
1. . الأقوال الشاذة
2. رخص وزلات أهل العلم.
3. اتباع الهوى.
4. تقليد أحد الناس في كل ما يقول سوى الرسول صلى الله عليه وسلم.
5. الابتداع عن الدين
مظاهر تشدد
ومن مظاهر التطرف والأساليب التي يعرف من خلالها المتطرف هو التشدد في القيام بالواجبات الدينية ومحاسبة النفس على النوافل والسنن والاهتمام بالجزئيات والفروع والحكم على
أهلها بالكفر أو المداهنة والغلظة في التعامل والخشونة في الأسلوب والدعوة وسوء الظن بالناس والنظر بالمنظار الذي يخفي الحسنات ويضخم السيئات وعدم مجالسة العلماء والاخذ منهم ومحاورتهم وسرعة اطلاق أحكام التكفير بدون علم ولا روية ومقصدهم من ذلك الخروج واستباحة الدماء واستغلال عواطف الناس الدينية بحيث يجعلون في الدين ما ليس منه.
أن استغلال السذج من الناس والجهلة من علامة التطرف وعدم القبول بالتحاكم إلى الله وسنة رسوله، كما أن المتطرفين لا يرجعون بالأمر إلى أهله بحجة فساد الزمن وكفر الناس والعياذ بالله. و التطرف يختلف عن التدين فالتدين يعني الالتزام بأحكام الدين والسير على مناهجه وهذا أمر مطلوب ومرغوب فيه لأنه يعود على أصحابه بالخير والفلاح والمنفعة، اما التطرف فهو الأخذ بظواهر النصوص الشرعية على غير علم بمقاصدها وسوء الفهم لها يؤدي إلى درجة من التشدد والغلو وقد نهى الله عنه أهل الكتاب من قبلنا.
مصير تشدد
والتشدد يكون في الفكر والسلوك أو فيهما معاً وينبع عنهما الجور والظلم وعدم احترام الحقوق وسوء الظن بالناس واستباحة الدماء والتكفير نسأل الله السلامة، وأكد العبدالجبار انه يجب على جميع المؤسسات التعليمية والأسرة والمدرسة والمسجد والمجتمع ووسائل الإعلام أن يكون لها دور في الوقاية وبيان ذلك كله والتحقق منه لوضع الحلول والعلاج لاجتثاث ذلك الفكر المنحرف وحماية الشباب منه لسلامتهم وسلامة الوطن.
كما تحدث الدكتور عبدالله بن محمد المطرود المرشد الطلابي وخطيب جامع الريس بالرياض قائلاً: أن الله خلق الإنسان وأوجده حتى يتفرغ لعبادة الله وتوحيده ولا يفسد في الارض بعد اصلاحها {ولا تفسدوا في الأرض بعد اصلاحها} لكن يوجد من البشرية من يظلم نفسه ويظلم الآخرين ويسعى في الأرض فساداً فيهلك الحرث والنسل ويتطاول على تعاليم دينه ويتبع غير سبيل المؤمنين الذي هو الدين والقرآن وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم المحافظة على دمه وعرضه ونفسه وعقله والآخرين ومجتمعه ووطنه. ويتبع سبيل المجرمين الذين نهى الإسلام عن اتباعهم لأنهم يفسدون في الأرض ولا يصلحون ويهدمون ولا يبنون ويحبون الرذيلة والشر والمنكر والفساد من قتل وتدمير وتحريف وارهاب، فلزاماً على المسلم أن يتبع سبيل الرشد وينتهي عن سبيل الغي.
معالجة تشدد
يعتبر الأمن الفكري من أهم أنواع الأمن التي تحرص الدولة على المحافظة عليه ومحاربة أن يعكر بأفكاره الهدامة عقول الشباب، فالأمن مسؤولية الجميع من مثقفين واعلاميين ورجال تربية فالاجيال الذين يدرسون ويتخرجون من المدارس لابد أن يكون الدين واضحاً في اذهانهم ولابدأن تكون لديهم حصانة من أن يتأثروا بأي فكر هدام يسيئ إلى عقولهم، فتعزيز الأمن الفكري هو تعزيز روح الانتماء والولاء لله ، و الأمن الفكري والانحرافات التي تنتج من بعض أفراد المجتمع التي يكون نتيجتها القتل والدمار، » التقت ببعض العلماء والمشرفين ورجال التعليم لبيان أن الأمن الفكري من أهم أنواع الأمن لأن القناعة في داخل الإنسان هي الأساس فاذا اقتنع بشيء ينعكس على سلوكه وينعكس على عمله حينما تكون لديه عقيدة يؤمن بها ، إذاً الأمن الفكري قد يسمى بذلك وقد يسمى بالأمن الثقافي والجانب الديني جانب أساسي فيه وهو أهم أنواع الأمن ومسؤولية ايجاده وتحقيقه ليست على رجال الأمن وحدهم فهي مسؤولية على العلماء وعلى رجال الإعلام ومسؤولية على المثقفين ومسؤولية على رجال التربية والتعليم فهؤلاء الاجيال الذين يدرسون ويتخرجون من المدارس لابد أن يكون الدين الصحيح واضحاً في اذهانهم ولابد أن تكون لديهم حصانة من أن يتأثروا بالأفكار الهدامة والسيئة سواء أن كانت أفكارًا دينية أو أفكارًا غير دينية..
والآخرين ومجتمعه ووطنه. ويتبع سبيل المجرمين الذين نهى الإسلام عن اتباعهم لأنهم يفسدون في الأرض ولا يصلحون ويهدمون ولا يبنون ويحبون الرذيلة والشر والمنكر والفساد من قتل وتدمير وتحريف وارهاب، فلزاماً على المسلم أن يتبع سبيل الرشد وينتهي عن سبيل الغي.