عاد ريال مدريد إلى نغمة الفوز رغم أداء لا يمت إلى الإقناع بصلة, فنجح بشق النفس بالفوز على مضيفه فريق نادي ريال سوسيداد وصيف القاع بنتيجة 2-1, وذلك في المباراة التي جرت على ملعب أنويتا الخاص بالخاسر في إطار المرحلة الثانية والعشرين من الدوري الإسباني لكرة القدم.
وبهذا الفوز نجح فريق الريال في احتلال المركز الثالث مؤقتا بعدما تقدم على الأخير بنقطتين, علماً أن لفالنسيا مباراة أمام خيتافي الأحد.
افتتح ريال سوسيداد التسجيل مبكرا في الدقيقة السابعة عن طريق ميكل ارانبورو, وعادل العائد بعد العفو ديفيد بيكهام من ضربة حرة مباشرة في الدقيقة 36, ثم سجل الهولندي رود فان نيستلروي في الدقيقة 47 هدف الفوز لريال مدريد.
الشوط الأول
بداية المباراة هادئة خصوصا من جانب ريال مدريد الذي بدأ المباراة بتشكيلة 4-2-3-1, فلعب رود فان نستلروي كرأس حربة ومن خلفه راؤول, بينما شهد اللقاء عودة مظفرة للإنكليزي ديفيد بيكهام الذي شغل الجهة اليمنى, وقابله غوتي على الجهة اليسرى.
وفي الجهة الأخرى لعب ريال سوسيداد الجريح ووصيف القاع بتشكيلة كلاسيكية 4-4-2, اعتمدت على الصربي داركو كوفيتش وغوركا إليوستيوندو في الخط الأمامي.
بدا الريال في الشوط الأول نسخة مطابقة للفريق الذي عهدناه في الفترة الأخيرة, أي ظلا لتاريخ نادي مكتوب بالألقاب والكرة الممتعة, وظهر جلياً أن الروح ما زالت غائبة وكأن اللاعبين يؤدون واجبا فقط, كما تجلى في الفريق الإسباني غياب دور خط الوسط الذي غاب طيلة الشوط الأول, لدرجة أنه باستثناء الهدف لم يصوب لاعبو الريال على مرمى برافو.
كما تسنى لمن تابع المباراة أن مهاجمي الفريق الملكي كانا حاضرين غائبين, لسببين أولهما غياب الوسط الفعال المنتج والممول, ثانيهما ابتعاد الاثنين عن مستواهما المعروف, ويقينا لولا معرفة تشكيلة كابيلو قبل بداية المباراة لما علم احد أن راؤول وفان نيستلروي لعبا.
في المقابل قدم سوسيداد شوطا أولا جيدا قياسا على إمكانياته المتواضعة بحيث تعامل مع المباراة وفقا لما تخوله أسلحته الكروية الخفيفة, التي بدت فعالة على الجبهات الثلاث دفاعا ووسطا وهجوما, بحيث حمت مرماها جيدا وأصابت مقتلا في وقت باكر في المدريديين وإن كان كاسياس يتحمل عبء الهدف.
أولى الفرص تزامنت مع أول هدف في المباراة, باكرا استعرض الضيف ما يملكه من جمل كروية, ففي الدقيقة السابعة تمريرة من فاريدو إلى خافي بريتو المتيامن, فعرضية متقنة صعبة, ارتقى لها كاسياس فلم يفلح في مسك الكرة, التي ارتدت منه لتجد رأس المتابع من الوسط ميكل ارانبورو فتصبح النتيجة واحد صفر للمضيف.
وتابع سويداد تقديم كرة لا بأس بها, ونجح في الدقيقة 13 من تدوين الفرصة الثانية في سجله, عندما سدد الصربي داركو كوفيتش كرة أرضية قوية سبح لها الحارس المهزوز في هذا اللقاء كاسياس صادا الكرة على مرحلتين.
ومر الزمن المتبقي دون حدوث ولو فرصة واحدة على أن نال فريق العاصمة ضربة حرة مباشرة في الدقيقة 36على يمين المنطقة نفذها المتخصص الإنكليزي بيكهام صعبة أخطا الحارس برافو في تقديرها فمرت من تحته وهزت شباكه لتتعادل الأرقام.
الشوط الثاني
في الشوط الثاني تحسن أداء الفريقين نسبيا وارتفعت وتيرة المباراة خصوصا في النصف الأول من الشوط الثاني الذي شهد ارتفاعا في مستوى الفريق المضيف وأداء جيدا هدد من خلاله الفريق الملكي أكثر من مرة وأجبره على البقاء متحفزاً طيلة الوقت نظراً لأن الهدف كان قريبا أكثر من مرة, لولا تدخل كاسياس أحيانا أو الدفاع في اللحظات الحاسمة.
ونجح ريال مدريد سريعا في بداية القسم الثاني من المباراة وتحديدا في الدقيقة 47 من الضرب بقوة, إذ لعب غوتي من الجهة اليسرى كرة عرضية طار لها الهولندي فان نيستلروي محولا الكرة برأسه في الشباك, سابقا حارس سوسيداد الذي أخطأ مرة أخرى لبطئه وسوء تقديره, فدفع ثمن ذلك أمام مهاجم مهما هدأ إلا أنه يصحو عندما تحين الفرص, فتضاعفت نتيجة فريق كابيلو الذي تنفس الصعداء بهذا التقدم.
رغم تقدم الفريق الملكي وتأخر ريال سوسيداد, إلا أن الأخير بدا الأكثر قوة وعناداً ومشاكسة في الملعب, فصال لاعبوه في عمق منطقة جزاء ريال مدريد كثيرا خصوصا في ظل تراجع غير مبرر من لاعبي الأخير, وكان للفريق المضيف في الدقيقة 62 تسديدة من خلال بريتو من داخل المنطقة مرت زاحفة بجانب قائم كاسياس.
,حاول كابيلو تحريك خط وسطه الجامد والعاجز عن فرض شخصيته وأسلوبه على مجريات المباراة عبر إشراك المالي مامادو ديرا في الدقيقة 66 مكان إميرسون, والأرجنتيني هيغوين في الدقيقة 73 مكان راؤول, لكن أفضلية الفريق المتأخر بقيت في الملعب من الناحية الميدانية.
وأكمل لاعبو سوسيداد زحفهم ومدهم نحو المنطقة الحمراء أي منطقة الجزاء وكان لهم في الدقيقة 71 تصويبة نفذها غاريدو وعالجها كاسياس معطلا خطورة لم تبتعد بعد ذلك عن منطقته وإن أحاطتها دون التهديد المباشر, مما اجبر لاعبي الريال على ارتكاب عدة أخطاء لإيقاف خصومهم, الذين