طول النفس.. سر التربية
السلام عليكم، وجزاكم الله عنا كل الخير بالدنيا والآخرة..
حيرتي هي بابنتي الكبرى ذات الـ12 عاما، فهي ذكية جدا، لها ذاكرة مذهلة، متفوقة بالدراسة، أو على الأقل في أول 3 صفوف كانت كذلك، أما الآن فمعدلها بالتسعين.. والرياضيات 87، حيث إني أتابعها بدراستها من بعيد، فأنا أحاول جعلها تعتمد على نفسها بالدراسة.
المشكلة أنها لا تلتزم بالصلاة إلا إذا تابعتها فرضا بفرض، وأحيانا أشك أنها تصلي بدون وضوء أو تصلي وعيونها على باب الغرفة لترى إذا مررت تركع أو تسجد، أي أنها تتظاهر بالصلاة خوفا مني، مع أني شرحت لها بأكثر من وسيلة أن الصلاة لله وليست لي.
عززت وكافأت وعاقبت منذ سن التاسعة وحتى الآن، ولكن وبما أنها بلغت منذ شهرين، وهي لا تزال على نفس السلوك، لذلك حاولت بشتى الطرق أن أفهمها أنها لم تعد كما كانت، وأن سن البلوغ قد بدأ عندها، واحتفلت معها ببلوغها لما قرأت بإحدى استشاراتكم من قبل بما فعله رسولنا الكريم بأن أعطى إحدى الفتيات نصيبا من غنائم إحدى الغزوات لما علم ببلوغها قبل أن يكلفها بتعاليم الدين الحنيف، إلا أن ابنتي تلتزم أمامي، وبمجرد أن أدير ظهري تعود للهوها وتهربها، وهكذا.
آمرها بأكثر الأمور التي أكلفها بها، حتى دراستها وواجباتها البيتية!
بقي أن أقول: إن مدرستها للأسف متدنية المستوى، والمدرسات لا دخل لشهاداتهن بمهنة التدريس، لكن لا يوجد بمنطقتنا سواها، وقد شكت إحدى المدرسات منذ سنتين من نشاط ابنتي، وأنها عندها مشكلة حب الظهور والثقة الزائدة بالنفس، والآن حاولت مع المدرسة لأجعلهم يوظفون نشاط ابنتي وقوة حفظها، ولكن دون فائدة.
ابنتي مشتركة الآن بحلقة تحفيظ القرآن، وهي تسير بشكل ممتاز، لكني عاقبتها بمنعها من الذهاب للتحفيظ؛ إذ إن من لا يصلي لا داعي لأن يحفظ القرآن كنوع من التهديد، وبكت لهذا كثيرا.
وأخيرا..
ماذا أفعل معها لتتوقف عن الكذب؟، وهو أمر -لا أخفيكم سرا- يخيفني جدا.. كيف أجعلها تصلي وحدها مع العلم أني أحضرت لها كتبا وأشرطة تتحدث عن الصلاة، وسمعناها معا، وقرأناها مع كل أفراد الأسرة؟، والأهم من هذا كله أن أخاها (10سنوات) يمشي على خطاها تماما، إذا صلينا مع أبينا جماعة صلى الأولاد معنا، وإذا لم نصل بقوا بلا صلاة.
فماذا أفعل رجاء؟
مشكلات شقية, العناد والعصبية, مفاتيح تربوية, أبناؤنا والإيمان, عالم المراهقة